الناشر : ايدون العز
بقلم د. عبدالله الربابعه
لماذا بكى سماحة الشيخ نوح القضاة رحمه الله تعالى
لماذا بكى سماحة الشيخ نوح القضاة رحمه الله تعالى
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على السراج المنير والهادي الحبيب سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
لماذا بكى سماحة الشيخ نوح القضاة رحمه الله تعالى
فكثيرة هي المواقف التي جمعتني مع أستاذي وشيخي الدكتور نوح القضاة –رحمه الله تعالى- في أكثر من مكان لقربي منه بسبب طبيعة العمل ،فهو أستاذي وأنا تلميذه ،وهذه حقيقة لا جدال فيها،لكن من أَخر كلامي مع الشيخ نوح وهو في النمسا وهو على سرير الشفاء ،كان قد اتصل بي ليسألني عن قضية مهمة جداً وهي :
أن سماحة الشيخ وعلى مدار سنوات طِوال كان يبعث معي أموال لصالح الفقراء فيقول: هذه خمسون دينار لفلان وهذه ثلاثون دينار لفلان وهذه عشرون دينار لفلان... فكان السؤال الذي سألني عنه ،هل أوصلت المال في أَخر مرة لأصحابه؟.
فقلت له نعم ، فقال الحمد لله.
لكن الغريب أن أحد الفقراء الذين بعثت لهم المال من سماحة الشيخ سألني عن حالة الشيخ فقلت له: هو بخير إن شاء الله تعالى،ثم قال لي هذا الفقير : سلم على الشيخ نوح وقل له :" في هذا اليوم وبعد صلاة الفجر بقيت في المصلى حتى طلوع الشمس ثم صليتُ الضحى ثم نمت ،فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام،فقال لي:لماذا لا تزورني؟قلت له:يا رسول الله ليس معي مال حتى أزورك! فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم:أذهب فزور الشيخ نوح ،فإذا زرته فكأنك زرتني" ففرح هذا الفقير لهذه الرؤيا، وأخبرني بها،فاتصلت بسماحة الشيخ وهو في النمسا فرد عليّ ابنه الشيخ محمد فقال لي: الوالد نائم وعندما يستيقظ سأتصل عليك،وفعلاً وبعد صلاة العشاء اتصل بي سماحة الشيخ نوح فقال لي :أخبرني ماذا قال فلان(الفقير الذي كان يأخذ المال من الشيخ) فذكرت له الرؤيا التي قصها عليّ الفقير،فبكى الشيخ طويلاً وقال هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم!!!!،قلت له:نعم،فزاد في البكاء فرأيت أنني أثقلت على الشيخ قلت له: يا شيخي سامحني فقال :أنا ما ازعلت عليك أبداً،نعم إن شيخي كان شديد الخوف من الله تعالى،وكان سماحته في أثناء إلقاء الدروس يبكي كثيراً وكان من دعائي له ،أن يثبته الله ولا يبكي؛ لأنه كلما ذكر الآخرة بكى! وكلما ذكر حالة الأمة بكى!
نعم إنه البكَّاء الخائف من الله،أسأل الله لشيخي المغفرة والرحمة وأن يجعله في الفردوس الأعلى،وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ نوح لمحزونون.
الدكتور عبدالله محمد ربابعــه
تعليقات
إرسال تعليق